هل للحجامة مشروعية من الكتاب والسنة النبوية ؟ ولماذا يجب علينا تطبيقها لمداواة أنفسنا ومرضانا المسلمين وغير المسلمين؟ لم يكن انتشار الحجامة تحت أي مسمى في الغرب أو الشرق إلا لأنهم لمسوا فائدتها وميزتها بالمقارنة مع غيرها من وسائل التداوي، وما استعملوها واهتموا بها لقصور في إمكانياتهم الطبية، ولا لجهلهم وتخلفهم، بل ولا طاعة لرسول الإسلام الذي أمر بالتداوي بها ولا عشقا وولعا بالفراعنة والطب المصري القديم أو الطب الصيني القديم ولا حبا في الحجامة أو كاسات الهواء ولا رغبة في العودة إلى الوراء كما يدعي البعض من بني جلدتنا بأن التدواي بالحجامة درب من دروب التخلف والعودة بالأمم إلى أساليب علاجية متخلفة وبدائية. إن علماء الغرب والشرق عادوا إلى الحجامة وبحثوا فيها لأنهم تأكدوا من نجاعتها وفائدتها العظيمة للصحة العامة، و اعتبروها وسيلة من وسائل الطب التكميلي أو البديل كما يحب أن يسميه البعض أو الطب الشمولي (Holistic Medicine,Complementary Medicine ,Integrative Medicine ) كما هو في الغرب ومنه الحجامة أو ( Cupping Therapy) التي نجحت في علاج العديد من الأمراض و الوقاية منها؛ وكما سخرهم الله عز وجل بإمكاناتهم العلمية التي نفتقر نحن إلى مثلها كشعوب إسلامية فقيرة ومتأخرة، ولا نقول متخلفة لأننا كنا سادة الدنيا عندما كنا متمسكين بثوابت حضارتنا وديننا وكانوا هم تابعين لنا، وبعد تخلينا عن هذه الثوابت تأخرنا فأصبحنا تابعين، فاكتشفوا ما اكتشفوه في شتى العلوم وقد ضربنا لذلك مثالا في موضوع انشقاق القمر وثبوته في ديننا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام مضت!! الآن؛ وبالرغم من إمكاناتهم المتفوقة في شتى المجالات إلا أنهم عادوا إلى الحجامة على غرار الإبر الصينية مثلا، وكما أسلفنا الذكر أنهم طوروا أجهزة التشخيص وطوروا أيضا معداتها حتى أصبحت في متناول الجميع وبأرخص التكاليف، ووضعوا الخرائط العلاجية وحددوا النقاط الخاصة بكل عضو على الجلد ووضعوا الأساس الذي تكون عليه الحجامة العلمية الحديثة لتكون ممارستها آمنة ومفيدة للصحة، ولايجب بأن نأخذه بأن أبحاثهم من وجهة نظرنا لإثبات صحة ما ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم فيما يخص التوصية بالعلاج بالحجامة كلا وحاشا فإننا لن نفكر بهذا المنظور !(لم تتوضح لي الفكرة هنا) فالسنة النبوية وما ورد في الصحيح المتعارف والمتفق عليه صحيحة دون أدنى شك ! عقيدتنا كمسلمين أننا نؤمن بأن كل ما جاء في القرآن هو من عند الله عز وجل - وهو أعلم بخلقه الذي صنع وخلق، وهو أعلم بما يضره وما ينفعه- وأن ما صح وروده على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل هو أيضا من ثوابت ديننا، و أنه يجب علينا الإيمان به واتباعه واليقين التام بصدقه وخصوصا فيما يساعدنا على الحفاظ على أجسامنا لإقامة عباداتنا، فأجساد الخلق ملك لله عز وجل الذي خلقها واتمن كل فرد على جسده فحرم عليه ما يضره ويمرضه وأحل له ما يحفظه ويقيه من كل مرض أو آفة تجعله غير قادر على تأدية مراد الله من خلقه ألا وهو العبادة والخلافة في الأرض وما يقتضيها من سعي في الأرض .